17 - 07 - 2024

حواديت | ساعة في حب السينما!

حواديت | ساعة في حب السينما!

ما أروع الفرار إلى زمن السينما الكلاسيكية الناعمة، قبل أن تتهمني أنني أعيش مرحلة التقوقع حول الماضي وهو ما اصطلح علمياً على تسميته بالحالة المزاجية التي تدعى نوستالجيا والتي يكثر استخدامها عبر السوشيال ميديا على ألسنة من يفهم ومن لا يفهم معناها.. قبل كل هذا دعني أعترف لك أني مغرم بالحنين إلى ماضي السينما المصرية الرائدة والرائعة وكثيرا ما لاحظ كبار نجوم السينما الذين كان لي شرف الإقتراب منهم ومعايشتهم عن قرب. كنت اسالهم سؤالاً مكررا: انتوا إزاي عملتوا فينا كده؟! واحنا إزاي صدقناكم؟!

واول ما افر إليه عند الشعور بتلك الحالة هو اللجوء إلى صور السينما التي جمعت بعضها وهي صور أصلية مما يقال عنها صور نترات الفضة.. وأنا لا أبحث فيها عن الفضة بل أبحث عن الذهب.. ذهب زمن ولى ولن يعود!

وإذا كانت النوستالجيا هي مرحلة تأتينا علمياً عندما نتقدم في العمر إلا أنها بدأت معي مبكرا. وبعد إستعادة الصور لا مانع من العبث بآلة سينما أحرص على تنظيفها وتلميعها بشكل يومي ثم أتأمل بعض افيشات السينما العبقرية. فن تشكيلي قائم بذاته. يلخص حب السينما لجمهورها وحبنا لها. لا علاقة له بالتقدم في العمر أو سرعة دوران الدهر، أو غربة نمر بها، تتضح هذه الحالة بجلاء في علاقتنا بالسينما، فقنوات الأفلام الكلاسيك هي الأكثر انتشارا أو ما يسمى أحيانا زمان  والأعلى ربحا والأكثر قدرة على جذب المعلن بين القنوات العامة المفتوحة، وقد حرصت الأفيشات على أن تضع صورة البطلة الجميلة الفيديت وأبرز نجماتها: ليلى مراد في غزل البنات , سعاد حسني خلي بالك من زوزو , مريم فخر الدين في حكاية حب هذه الأفيشات هي الأكثر بحثا من جانب الشباب عبر محركات البحث عن الصور وتحميلها عبر أجهزة الأندرويد.

يقال إن الجالية اليونانية المقيمة بالثغر، مدينة الإسكندرية الساحرة صيفا وشتاء  كانوا هم أصحاب المبادرة في فن صناعة وتصميم الأفيشات أي الملصق الدعائي للفيلم، الذي كان يخاطب المنتج جمهور السينما عن طريقه، فيما يتعلق بتصميم ملصقات السينما المصرية دخلها مصريون فيما بعد من فناني الكاريكاتير وتفوقوا فيها، وكانت في البداية مجرد رسوم توضيحية أو كاريكاتور له نجومه ورساموه، إلى أن بدأ استخدام الصور الفوتوغرافية على نطاق واسع، تسبب الأفيش في أزمات بين النجوم بسبب ترتيب الأسماء خاصة إذا تضمن الفيلم أكثر من بطل له جماهيره، حيث حرص النجوم أن تكون أسماؤهم في الصدارة، مما جعل المنتجين يحثون مصممي الأفيشات على التحايل على هذا المأزق، ومن هنا جاءت الفكرة أن يكون هناك اسم في أقصى اليمين، يعلوه اسم آخر في أقصى اليسار، وقد وقعت خلافات قديما بين أكثر من نجمين وصلت إلى بلاغات في أقسام الشرطة!

خذ إجازة لمدة ساعة وتمتع بصحبة افيشات السينما المصرية أو العالمية. سوف تدرك أنك أصبحت أكثر عشقا لأيامك.
------------------------------
يكتبها: طاهر البهي